آخر الأخبار

جاري التحميل ...

الولي والولاية

الوليُّ هو مَنْ تَوَالَت طاعاته، من غير أن يتخللها عصيان.  فيكون الوليُّ مَنْ يتوالى عليه إحسانُ الله وأفضاله، ويكون محفوظاً في عامة أحواله من المحن. فيعصمه الحقُّ - سبحانه - على دوام أوقاته من الزلاَّت. وكما أن النبيَّ لا يكون إلا معصوماً فالوليُّ لا يكون إلا محفوظاً.

والفَرْقُ بين المحفوظ والمعصوم أن المعصوم لا يُلِمُّ بِذَنْبٍ ألْبَتَّةَ، والمحفوظُ قد تحصُل منه هَنَات، وقد يكون له - في الندرة - زَلاَّتٌ، ولكن لا يكون له إصرار:{ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِن قَرِيبٍ فَأُوْلَـٰئِكَ يَتُوبُ ٱللَّهُ عَلَيْهِمْ }[النساء:17].

قال الشيخ أبو محمد روزبهان البقلي في كتابه مشرب الأرواح : (أول الطريق الإرادة ومعها المجاهدات، وأوسط الطريق المحبة ومعها الكرامات، وآخر الطريق المعرفة ومعها المشاهدات، فإذا تمكّن في هذه المراتب ولا يجري عليه أحكام التلوين، وصار سبَّاحا في بحار التوحيد وسِرّ التفريد يكون وليًّا نائباً للأنبياء وصادقاً من الأصفياء. والولاية اسم جامع لجميع منازل الصديقين، من جَمَع فيها حقائقها كان أمة، قال الله تعالى :{إنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتاً}.وكمال الولاية التخلص من آفات النفس التي تورث الغم والهم والحزن، قال تعالى :{أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ} وقيل: الولاية الاتصاف بخلق الحق سبحانه. 

قال بعضهم: قلوب أهل الولاية مصانة عن كل معنى لأنها موارد الحق.
قال الواسطى رحمة الله عليه: علامة الولى أربعة: 
الأولى : يحفظ سرائره التى بينه وبين ربه مما يرد على قلبه من المصائب فلا يشكو.
والثانية : أن يصون كرامته فلا يتخذها رياء ولا سمعة ولا يعقل عنها هوانًا.
والثالثة : أن يحتمل أذى خلقه فلا يكافؤهم.
والرابعة : أن يدارى عباده على تفاوت أخلاقهم، لأنه رأى الخلق لله وفى أسر القدرة فعاشرهم على رؤية ما منه إليهم.

وسُئل بعضهم ما علامة الأولياء؟ قال: همومهم مع الله وشغلهم بالله وفرارهم إلى الله.
قال أبو سعيد الخراز: الأولياء فى الدنيا يطيرون بقلوبهم فى الملكوت، يرتادون ألوان الفوائد والحكمة، ويشربون من عين المعرفة، فهم يفرون من فضول الدنيا، ويأنسون بالمولى ويستوحشون من نفوسهم إلى وقت موافاة رَسولِ الرَّحيلِ.
قال أبو على الجوزجانى: الولى هو الفانى فى حاله، الباقى فى مشاهدة الحق وذاته، تولى الله أسبابه فتوالت عليه أنوار التولى، لم يكن له عن نفسه أخبار ولا مع أحد غير الله قرار.

ولا يكون وليَّاً إلا إذا كان موفَّقاً لجميع ما يلزمه من الطاعات، معصوماً بكل وجه عن جميع الزلات. وكلُّ خصْلَةٍ حميدة يمكن أن يُعْتَبَرَ بها فيقال هي صفة الأولياء. ويقال الوليُّ مَنْ فيه هذه الخصلة.

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى موقعنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد الموقع السريع ليصلك جديد الموقع أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

نفحات الطريق الصوفية