آخر الأخبار

جاري التحميل ...

البعد التوحيدي للذكر في الإسلام (الوسيلة والغاية) (13)


الوظيفة الثالثة

الذكر كمسبار لاستكشاف الأمراض القلبية 

          بعد هذا الاسهاب النسبي في الحديث عن الاطمئنان والأحوال المؤدية إليه عند ذكر الله تعالى كنتيجة دالة على إيمان الذاكرين ورسوخه بمباشرة قلوبهم انتقل إلى دراسة أثر الذكر على غير الذاكرين بل غير المؤمنين بالذكر والمذكور. وهو حال المنافقين والكافرين ذو الصورة المرضية المتمثلة في اختلال العقيدة والسلوك واضطراب الشعور. 

أولا: صنف المنافقين وسلبية الأقوال والأحوال

          إذ في ما يخص حال المنافقين الوارد في قول الله تعالى : « إن المنافقين يخادعون الله وهو خادعهم وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى يراؤون الناس ولا يذكرون الله إلا قليلا، مذبذبين بين ذلك لا إلى هؤلاء ولا إلى هــــؤلاء، ومــن يضلــل اللـــه فلن تجـــد له سبيلا» فقد تميز باختلال سلوكي أخلاقي وحركي واضح كعنوان على الواقع العقدي لديهم والمتمثل في عدم استقرار الإيمان ورسوخه في قلوب المنافقين. وهو ما أدى إلى غياب الانضباط والتماسك السلوكي أو الحركي كمواقف والتزامات. ولهذا فمهما ادعى المنافقون أنهم ملتزمون ومتبعون لأحكام الشريعة الإسلامية إيمانا وتصديقا فإن حالهم هو الذي يكذبهم، وعلى رأس هذه الأحوال ظاهرة عدم الاكتراث بذكر الله تعالى. مما يعني التقليل منه كما وصفهم الله تعالى. وهذا التقليل من ذكر الله له نتائج سلبية : وهي غياب الباعث إلى الحركة والاطمئنان كحال مؤدي إلى التكيف والانسجام مع أعمال العبادات الأخرى. مما أضفى على المنافقين وصف الكسل وتثبط العزائم. والكسول هو الذي لايستنهضه باعث أو حاث على الحركة لعدم إيقانه بنتائجها وثمرتها، أو لشكه في جدواها ومصدر تشريعها. وبما أن الصلاة هي وسيلة صلة العبد بربه فإن غياب الإيمان عند المنافقين بهذه الصلة وفائدتها وبعدها لكفرهم أوشكهم في مشرعها أدى بهم إلى هذه الظاهرة السلبية على مستوى الحركة والقول كدلالة على أحوالهم الباطنية التي تنبئ بغياب الإيمان عن القلوب ومباعدته لها، واقعا عقديا وممارسة عملية.
          كما أن قلة الذكر عند المنافقين كان له دور كبير في غياب الاندماج الكلي داخل المجتمع الإسلامي الذاكر. وبالتالي إحداث ظاهرة الانفصام الاجتماعي لدى المنافقين المؤدي إلى سلب الهوية وانفصام الشخصية كما عبرت عنه الآية في قول الله تعالى : « مذبذبين بين ذلك لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء ومن يضلل الله فلن تجد له سبيلا».
          ورغم تظاهرهم بالإيمان والتقوى. فإن أحوالهم تبقى دائما ذات طابع تناقضي ملحوظ تتسم في أغلب مظاهرها بالجفاف والتصنع والتقحل الذوقي والأخلاقي، لوجود انقطاع نوراني كانت وظيفته الوصل بين القول ومصدره ألا وهو القلب جوهر الإنسان مما يعني غياب عنصر المدد المفيد للقول وادعاءاته وهذا مما يفسر لنا لماذا أن المنافقين لايستطيعون أن يكثروا من ذكر الله تعالى والاستمرار فيه لحد أن يصلوا إلى درجة الذكر الموصوف كما في آية الأسوة أي « ذكر الله كثيرا».
          ولقد وصفهم الله تعالى أدق وصف عند تحديد سبب هذا الانقطاع الروحي وبعده العقدي والسلوكي. في سورة المنافقون حيث يقول تعالى : « إذا جاءك المنافقون قالوا نشهد إنك لرسول الله، والله يعلم إنك لرسوله، والله يشهد إن المنافقين لكاذبون، اتخذوا أيمانهم جنة فصدوا عن سبيل الله، إنهم ساء ما كانوا يعملون، ذلك بأنهم آمنوا ثم كفروا فطبع على قلوبهم فهم لايفقهون، وإذا رأيتهم تعجبك أجسامهم وإن يقولوا تسمع لقولهم كأنهم خشب مسندة، يحسبون كل صيحة عليهم هم العدو فاحذرهم قاتلهم الله أنى يوفكون، وإذا قيل لهم تعالوا يستغفر لكم رسول الله لووا رؤوسهم ورأيتهم يصدون وهم مستكبرون».
          فهروبهم من الاستجابة لرسول الله صلى الله عليه وسلم واستغفاره لهم والذي في حد ذاته ذكر، دليل على هروبهم وانحرافهم عن الائتساء به، وانحرافهم عن هذا الائتساء في صورته الظاهرية له خلفية عقدية وروحية من أبرز مظاهرها غياب الذكر أو قلته مما يعني انقطاع الوصلة بينهم وبين خالقهم مصدر الاستمداد الروحي والإيماني، والذي يلازمه بالتعدي انقطاع الوصلة بينهم وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم الواسطة النموذجية والمحطة العليا في الرصد والتأسي لتحقيق هذه الوصلة المشروطة كما بينا.
          وقد يتساءل البعض كيف أن المنافقين رغم استقرارهم في الدرك الأسفل من النار كجزاء أخروي قد يذكرون الله قليلا في بعض الأحيان مع أنهم أسوأ حالا من الكفار وأشد ضلالا؟
          والجواب على هذا كما ورد في الآيات السابقة : « ذلك بأنهم آمنوا ثم كفروا فطبع على قلوبهم فهم لا يفقهون». أي أنهم ناقضوا الحقيقة بعدما أشرفوا على مشاهدتها ببواطنهم إشرافا جزئيا سرعان ما تحول حالهم عنده إلى مرض أخلاقي وصفه الله تعالى بالمخادعة أي مناقضة الظاهر للباطن والأعمال للنيات للتضليل والتزييف والمكايدة وما إلى ذلك من السلوكات ذات الأثر السلبي على سلوك الفرد والمجتمع. بل قد يؤدي إلى تدمير الوجود الإنساني تدميرا كليا إذا استفحل وجوده وعم التعامل به.
          ولكن رغم هذا المأزق الذي يتردى فيه المنافقون فإن الذكر يبقى فارضا أثره وحضوره عندهم بصورة ضئيلة وغير ذات فعالية من الناحية الإيمانية أو السلوكية وإنما نتيجة ذلك الاستشراف الجزئي التنبيهي كبوارق غير مباشرة تثير قلب المنافق بين الفينة والأخرى بسبب الصلة الغيبية والفطرة الروحية التي لابد وأن تبقى منها بقية لتذكر أصلها مهما أعرض الشخص عن توظيفها الإرادي بالأسلوب الصحيح.
          وهذه البوارق نجد تقريرا عنها في قول الله تعالى : « أو كصيب من السماء فيه ظلمات ورعد وبرق يجعلون أصابعهم في آذانهم من الصواعق حذر الموت والله محيط بالكافرين، يكاد البرق يخطف أبصارهم كلما أضاء لهم مشوا فيه وإذا أظلم عليهم قاموا ولو شاء الله لذهب بسمعهم وأبصارهم إن الله على كل شيء قدير».
          ولهذا التعامي الذي يكرسه سلوك المنافقين مع الإيمان بالله ورسوله فإنهم رغم استشرافهم الجزئي على ملاحظته فقد استحقوا أشد العذاب لأن كفرهم نتيجة مرض أخلاقي متمثل في الاستكبار والمخادعة والجحود لما هو يقيني ومشهود. بعد معاينة آثاره في قلوبهم وتجاوبهم معه بالقليل من الذكر لعدم استقرار إيمانهم به. والذي لايكاد يسترسل حتى ينقطع حبله بسبب تقلب قلب المنافق بين الكفر والإيمان وانطباعه على هذا التذبذب الذي لايفيد عقيدة راسخة ولا عبادة مستمرة.

ثانيا: وجه الاستدلال بانفعال الملحدين سلبيا عند الذكر:

          وكصنف آخر مظلم كل الاظلام، ومعارض كل المعارضة للايمان والذكر بلسان الحال والعقيدة والمقال، نجد الكفار بصفة عامة أو المسمون بالملحدين وهم الذين وصف حالهم قول الله تعالى : « وإذا ذكر الله وحده اشمأزت قلوب الذين لايومنون بالآخرة وإذا ذكر الذين من دونه إذا هم يستبشرون»، وكذلك قوله تعالى: « وإذا ذكرت ربك في القرآن وحده ولوا على أدبارهم نفورا».
          وهذه الحالة التي يعاني منها الملحدون عند سماع ذكر الله تعالى لها بعد استدلالي وبرهاني على وجود الله سبحانه وتعالى . كما أنها تؤسس العلاقة الجبرية بين الأرواح والقلوب وفطرتها على التوحيد في عالم الذر  و ترسخ قاعدة « كل حادث فلحدوثه سبب» كما سبق وقلنا. إذ لو كان الكافر عاقلا وموضوعيا لتساءل مع نفسه حول سبب الاشمئزاز الذي يحدث لديه بمجرد سماعه ذكر الله تعالى، فلو كان الذكر مسألة وهمية أو كلاما عاديا لما حدث له هذا الانفعال بهذا المستوى، إذ رب كلام لايستسيغه الشخص مع أن صاحبه  يكون مشخصا أمامه قد لايحدث فيه أي أثر رغم تعارضه مع توهماته وآرائه مادام هو مقتنعا ومتشبثا بها، لكنه حينما يسمع ذكر الله تعالى يحدث لديه تفاعل جبري معه يفرض وجوده على نفسه فرضا رغم أن المذكور غائب عن مشاهدته. بل عن اعتقاده بالكلية.
          وهذا التفاعل بالنسبة إلى الكافر قد يبدو سلبيا. وكأنه مناقض للأثر الرئيسي الذي يحدثه الذكر في القلوب كما في آية الاطمئنان.
          والحقيقة التي يمكن استخلاصها من هذا الحال النفسي -وأقول النفسي وليس الروحي- لأنه لو كان روحيا لتمثل بالاستجابة الايجابية موافقة للفطرة ولاتصال الروح بأمر الله تعالى : « قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلى قليلا».
          ولهذا فحال المؤمنين الذاكرين  حال روحي كيفما كان نوعه أما حال المنافقين والملحدين فهو حال نفسي مرضي مختل.
          قلت : مايمكن استخلاصه من حال الكفار عند سماع ذكر الله تعالى هو أن سببه وجود مناقضة بين غاية الغذاء الفطري الأصلي والانحراف الغريزي الذي وقع فيه الكافر. ولهذا تحدث لديه صدمة كما يصدم العطشان بالشرق (أو المغص) عند شرب الماء البارد، رغم احتياجه الذاتي والضروري إلى شربه وكما يصدم الجسد بالدواء أو نوع من الغذاء حينما يكون الجسم في حالة مرضية مستفحلة وغير مستعدة لتقبله واستساغته...، ليس لأن الدواء غير ضروري أو صالح، بل لأن الجسم قد بلغ درجة من المرض والتحلل الذي فسد إثره مزاجه وعنصره وكذلك ذوقه كالذي يجد مرارة في العسل بسبب مرض الصفراء مثلا أو ما إلى ذلك كما يقول الشاعر:

ومن يك ذا فـم مر مريـض    يـجد مرابـه الماء الزلالا.

          فالانحراف الغريزي عند الكافر هو مناقضته للعهد والميثاق الذي أقر به في عالم الذر وشهد فيه لله بالربوبية والألوهية شهادة التواثر الحضوري مع الجمع الروحي حينما قال : «بلى! شهدنا».
          فالذكر إذن يذكره الميثاق ويحيى فيه ذلك الانطباع الذي طبعت عليه روحه بمجرد سماعه . ولكن بصورة جبرية اختراقية لوضعه الانحرافي. فيقع حينئذ فريسة الصراع بين الحقيقة والوهم، ونظرا لأن الوهم يكون قد استولى عليه بسبب تماديه في الغفلة والجحود وتهميش فعالية الغريزة الأصلية على حساب الغرائز التبعية، فإنه ما أن يستفيق بسبب الاختراق النوراني الذي يؤسسه الذكر في القلوب حتى يعود إلى مناقضة الحقيقة بسبب التطبع الذي اكتسبه بالغفلة والنسيان إلى أن أصبحت الأوهام الالحادية من عناصر مكوناته الشخصية التي لايستطيع التخلص منها بإرادته كما في قول الله تعالى وصف هذه الحالة « كلا بل ران على قلوبهم ماكانوا يكسبون ، كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون».
          فالران المذكور في الآية يعني التراكم السلوكي والاجرائي المؤدي إلى الانحراف والغفلة والنسيان، وهذا التراكم يكون عاملا على صرف الانسان عن الحقيقة العظمى، ولهذا كانت أخطر نتائجه أنه يحجب الانسان عن ربه سواء في الدنيا أو الآخرة : « من كان في هذه أعمى فهو في الآخرة أعمى وأضل سبيلا». إذ بالامكان أن يؤثر شعاع الشمس في العين العمياء. كتحسيس بوجودها. كما أنه يمكن أن يعرضها لانفعالات غير إرادية كسيلان الدمع أو إيلام العدسة. والموق وما إلى ذلك من الانعكاسات السلبية التي يحدثها  شعاع الشمس على الأجسام الرخوة وخاصة النسيج العيني. مما يجعل العين بالضرورة تصرف عدستها أو توجهها عن الشمس باغماض الجفون احتجابا واعتراضا على شعاعها رغم احتياجها إليها في أبصارها من حيث المبدأ وفي حالة سلامة العضو العيني. ولهذا الانفعال السلبي الذي يحدثه شعاع الشمـس عـلى العيـن فإنـه يكـون سببــه الجهـل بطـرق الاستفادة منه. وبالتالي الانحراف الوظيفي الذي تعاني منه العين، مما أدى بها إلى الاعراض عن نور الشمس بالكلية. رغم أنه يحسسها بوجود الشمس بمباشرتها من حيث لاتدري ولاتريد!
          وهذا المثال يكاد ينطبق مجازا على أثر ذكر الله تعالى على قلب الكافر واشمئزازه ونفوره منه. لأن قلبه أعمى ونور الذكر يفرض أثره عليه رغم عمائه لارتباطه به وجوديا وغريزيا لايمكن محوه بالصرف أو الاعراض والاحتجاب. وهو مايسبب تفاعلا جبريا بين الكافر والذكر فيه عذاب للكافر وتنبيه له عسى أن يؤوب إلى رشده ويرجع إلى فطرته الأصلية ألا وهي الإيمان بالله وتوحيده. ولهذا قلنا أنه لو كان الكافر موضوعيا وسليم الفكر لاستدل بهذا الاشمئزاز الحاصل لديه عند الذكر على وجود الله سبحانه وتعالى ولأقربه إقرارا برهانيا قطعي الدلالة.
          كما يترتب عن هذا الاستنتاج قياس لدى المؤمنين على مستوى مشاهدة الاجراءات السلوكية التعسفية والاجرامية التي يمارسها الكفار سواء كانوا ملحدين أو ممن يسمون بأهل الكتاب . ويتلخص في أنه كلما ازداد عداء هؤلاء للمسلمين المومنين بالله وبرسوله كلما ازداد المسلمون إيقانا بأنهم أهل الحق وازداد بذلك تمسكهم بدينهم وتشبثهم بعقيدتهم، لأنهم يرون سلوك الكفار الهمجي من الخارج ويرون أن معاداتهم لأهل الإيمان لامبرر موضوعي لها. وحيث أنها لامبرر موضوعي لها فهي إذن ضلال وانحراف ونشدان نقص فادح. لايجدون إلى الحصول عليه سبيلا. ولهذا فسلوكهم فيه صورة واضحة من صور عقدة الشعور بالنقص، والذي هو أنقص النقائص، فكان إجراؤهم للتعويض عنه من جنس فداحة نقصانه. وهذا النقصان هو مناقضة الميثاق الذي واثقهم الله عليه في عالم الذر. وانحرافهم عن توظيف الغـريزة الأصلية في مجالها المناسب. ولهذا فاعتداءاتهـم على أهل التوحيد ليست سوى اعتداءات ذات خلفية عقدية بالدرجة الأولى لا مبرر لها عنصري أو اجتماعي أو اقتصادي أو سياسي.
          وهذه الحقيقة قد أوردها الله تعالى في كتابه العزيز نجد من بين نماذجها  قول الله تعالى : « مايود الذين كفروا من أهل الكتاب ولا المشركين أن ينزل عليكم من خير من ربكم. والله يختص برحمته من  يشاء، والله ذو الفضل العظيم» «ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفارا حسدا من عند أنفسهم من بعدما تبين لهم الحق. فاعفوا واصفحوا حتى ياتي الله بأمره إن الله على كل شيء قدير».
          « قتل أصحاب الأخدود النار ذات الوقود إذ هم عليها قعود وهم على مايفعلون بالمومنين شهود وما نقموا منهم إلا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد الذي له ملك السموات والأرض والله على كل شيء شهيد».
          وكاستخلاص جملي حول هذه الوظيفة التي يحققها ذكر الله تعالى أقول: بأن الذكر في كل الحالات يبقى دائما معيارا للقوة الايمانية ووسيلة استدلالية على رسوخ إيمان الذاكرين المسلمين في ملاحظتهم لأنفسهم أو بعضهم البعض، كما أنه يوضح لهم كعلامات ظاهرية خبث وضلال المنافقين والكفار معا من خلال ملاحظة أحوالهم النفسية المرضية وأعراضها السلبية الطارئة عليهم إما عند مزاولتهم للذكر الموصوف بالقلة والكسل كما هو حال المنافقين وإما عند سماعهم له واشمئزازهم أو نفورهم منه. وبهذا يتبين لنا من خلال هذا التفسير المتواضع لهذه الوظيفة التوحيدية للذكر أنه لارسوخ لايمان بدون ذكر ولا إكثار لذكر دون إيمان مباشر كما أنه لا سداد لفكر دون إيمان مباشر بذكر، ولهذا فمن زاد عليك في الذكر زاد عليك في سداد الفكر ومن زاد عليك في سداد الفكر زاد عليك في الإيمان المباشر ومن زاد عليك في الإيمان المباشر كان أقرب منك إلى الائتساء برسول الله صلى الله عليه وسلم.
       تمثل هذه الوظيفة التي يحققها الذكر في الإسلام الثمرة الوجدانية والسلوكية الموحدة بين الانسان وذاته وبين الانسان وسائر المخلوقات التي خلقها الله تعالى.   

          وإدراك هذه الوظيفة يرتكز بالأساس على حاسة ذوقية متمرسة بالذكر تجربة ومواصلة مما يؤدي إلى فهم النصوص الشرعية الدالة على قاعدة المناسبة والموافقة الجوهرية والوحدة العقدية والتعبدية التي تجمع بين الكائنات بعاقلها وغير عاقلها، بحيويها وجمادها... إلخ. والمتحققة في قول الله تعالى : « يسبح له السموات السبع والأرض ومن فيهن، وإن من شيء إلا يسبح بحمده. ولكن لاتفقهون تسبيحهم. إنه كان حليما غفورا».
وكحصر جملي للتواصل الذي تحدده هذه الوحدة التي تجمع سائر المخلوقات أعرض للعناصر التالية بإيجاز:

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى موقعنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد الموقع السريع ليصلك جديد الموقع أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

نفحات الطريق الصوفية