آخر الأخبار

random
جاري التحميل ...

رسالة في التصوف -2

باب المشاهدة


قال : المشاهدة على ثلاثة أوجه : مشاهدة القلب، ومشاهدة الروُّح، ومشاهدة السّر. فمشاهدة القلب هي رؤية الظاهر بعين الباطن، ومشاهدة الروح رؤية الباطن بعين المُهجة، ومشاهدة السّر رؤية الغيب بعين البصيرة.

فعلامة مشاهدة القلب الاستقامة على طريقة، فأصلها قوله تعالى : {لَوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ}[الجن:16].

وعلامة مشاهدة الروح إدامة ذكر الملك الأعلى، فأصلها قوله تعالى : {الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ}[آل عمران:191].

وعلامة مشاهدة السّر نسيان ما سوى المذكور، فأصله قوله تعالى : {وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذَا نَسِيتَ}[الكهف:24]. ما سوى الله فقد ذكرت المولى جل جلاله.

فإن قيل : ما حقيقة الظاهر ؟ قلنا : فاعلم أن اسم الظاهر عند أهل البصيرة راجع إلى عين ذات الله تعالى، وحقيقته أنه يصح إدراكه بالأدلة على القطع واليقين، ومعناه أنه ظاهر الوجود والصفات بما نصب إليها في الشواهد والآيات.

فإن قيل : ما حقيقة الباطن ؟ قلنا : هو أيضاً يعود إلى ذات الله تعالى، ومعناه أنه حجب المدركين عن رؤيته بموانع أبدعها الله تعالى في أبصارهم فكأنه للأبصار ظاهراً وللأشباه باطناً.

فإن قيل : ما أردت بالغيب ؟ قلنا : أردتُ بالغيب هو الله تعالى بدليل قوله تعالى : {الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ}[البقرة:3] يعني يؤمنون بالله.

فإن قيل : ما معناه ؟ قلنا : معناه أنه لا يحدث إلا ما يخلق.


التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى موقعنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد الموقع السريع ليصلك جديد الموقع أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

نفحات الطريق