آخر الأخبار

جاري التحميل ...

الحضرة الإلهية وغيرتها على الشيخ المربي

الحمد لله الذي ستر أولياءه بستائر الغيب، وحفظهم بأنوار الحفظ وهيبة الجلال، وجعلهم مفاتيح الرحمة لعباده. أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن سيدنا محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم.

مقدمة عن الحضرة الإلهية

الحضرة الإلهية هي المظلة الروحية التي تحتضن الأولياء الصادقين من أهل الله، الذين يربون القلوب ويدلون الناس على الطريق الصحيح. و”غيرتها” تعني حرصها الشديد على حماية هذا المكان المقدس من أي تدنيس أو تجاوز، حيث تبقى سرًّا محفوظًا في قلب كل وليٍّ عارف بالله.

دلالة الغيرة الإلهية على الشيخ المربي

من خلال فهمنا لعالم الروحانيات، نجد أن الغيرة الإلهية على الشيخ المربي تعني أن هذا الشخص، الذي يحظى بكامل الحماية من حضرة الله، لا يمكن أن يكون في متناول اليد بسهولة. فالشيخ العارف بالله ليس مجرد معلم، بل هو ظل حضرة الله في الأرض. ومثلما تغار النفوس الشريفة على شرفها، كذلك تغار الحضرة الإلهية على الأولياء والمربين.

أقوال القوم في الغيرة الإلهية

تعددت الأقوال في كتب أهل الله حول الغيرة الإلهية وحماية الحضرة، فقد قال الإمام عبد الكريم الجيلي في “الإنسان الكامل”:

«الأولياء محفوظون بحفظ الحضرة، فمن رامهم بسوء خذلته الحضرة وأهلكته الغيرة الإلهية.»


كما أكد أبو القاسم القشيري في رسالته:

«العارفون بالله محفوظون من طوارق الآفات، لأن الغيرة الإلهية تتولى صونهم، ومن رامهم بجهالة استدرج إلى حيث لا يشعر.»


وفي “الفيوضات الإلهية” للشيخ الأكبر ابن عربي، نجد هذا البيان الرائع:

«الولي لا تراه إلا إذا أذنته الحضرة، ولا تصح صحبتك له إلا بإذن الغيرة الإلهية، فإنها تحجب عن وليها من لا يليق.»

التعليم الروحي في ظل الحضرة الإلهية

إن دخول السالك إلى معية الشيخ المربي يتطلب تطهرًا طارئًا، إذ لا يمكن للقلوب الملوثة بالدنيا أن تقترب من هذا المجال الإلهي دون إذن. الحضرة الإلهية لا تقبل إلا القلوب الطاهرة التي تسعى بصدق إلى الله، ولذا فإن السالك ينبغي له أن يُطهِّر نيته ويستأذن القلب قبل أن يقترب من حضرة الشيخ.

دور الغيرة الإلهية في حماية الأولياء

حماية الأولياء ليست مسألة تقليدية، بل هي جزء من الحكمة الإلهية التي تجسدها الغيرة الإلهية. فهي سر من أسرار الله سبحانه وتعالى الذي يحفظ أولياءه من كل أذى أو هجوم. يقول الإمام أحمد زروق في “قواعد التصوف”:

«الأولياء مربوبون بأنوار الغيب، فلا يسلبهم الله ما قد علم أنه لا يليق لهم.»

خاتمة: الأدب مع الشيخ المربي وحماية القلب

ختامًا، يجب على كل من يسعى إلى الاقتراب من الشيخ المربي أن يتحلى بأدب عظيم، لأن هذه الحضرة ليست مكانًا يزوره الناس بمجرد الإرادة، بل يجب أن يطهروا قلوبهم ويستأذنوا الله سبحانه وتعالى في الوصول إليها. الشيخ المربي هو ظل حضرة الله على الأرض، ومن يؤمن بهذا سوف يستشعر عظمة هذه الأوقات ويشعر بالبركة التي تفيض من النور الإلهي.

نسأل الله تعالى أن يرزقنا حسن الأدب مع أوليائه، وأن يجعلنا من أهل هذه الحضرة المباركة، وأن يوفقنا للوصول إلى أعلى مراتب القرب منه.


التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى موقعنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد الموقع السريع ليصلك جديد الموقع أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

نفحات الطريق الصوفية