نفحات الطريق

يعنى الموقع بالتأصيل الشرعي للتصوف المقتبس من مشكاة نور النبوة والتعريف بمقامات وأعلام الصوفية. إلى جانب نشر كتب ورسائل عن التصوف.

آخر الأخبار

random
جاري التحميل ...

التيسير في التفسير للقشيري (16)

وقال بعضهم : الاختلاف الواقعُ في القرآن يجمعُه سبعةُ أوجه :

وهي المراد في الخبر أولها : اختلافٌ في الإعرابِ أو في حركاتِ بنائها بما لا يزيلها عن صورتها في الكتاب ولا يغيِّر معنىً نحو : قوله تعالى : {هَؤلاءِ بَناتي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ} [هود :78] بالرفع (وأطهرَ لكم) بالنصب. {وهل يُجازَى إلاّ الكفورُ} {وهَلْ نُجَازيِ إلاَّ الكَفُورَ} [سبأ : 17] بالنصب وقوله : {وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ} [النساء : 37، الحديد : 24] بضم الباء و(البَخَل) بفتحها قوله : {فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ} [البقرة : 280ِ] بفتح السين و(ميسُرة) بضمها. 

والوجه الثاني : أن يكون الاختلاف في إعراب الكلمة وحركات بنائها بما يغيِّر معناها ولا يزيلها عن صورتها في الكتاب مثل قوله : {ربنا بَاعَدَ بين أسفارنا} وقوله : {رَبَّنَا بَاعِدْ بَيْنَ أَسْفَارِنَا} الأول على الخبر والثاني على الدعاء. و{إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ} و(تَلِقُنه) [النور : 15]، وقوله : {إِذْ تَلَقَّوْنَهُ} بالتشديد و(تَلِقونه) بكسر اللام، [النور : 15] و {بَعْدَ أُمَّةٍ} بضم الهمزة و {بعد أَمَةٍ) بفتحها [يوسف : 45].

والوجه الثالث : أن يكون الاختلاف في حروف الكلمة دون إعرابها مما يغير معناها ولا يزيل صورتها نحو قوله : {وَانظُرْ إِلَى الْعِظَامِ كَيْفَ نُنشِزُهَا} [البقرة :259] بالزاء المعجمة و(نُنشِرُها) بالراء غير معجمة. وقوله :{حَتَّىٰ إِذَا فُزِّعَ عَن قُلُوبِهِمْ} [سبأ : 23] بالزاء المعجمة وبالراء غير معجمة.

والوجه الرابع : أن يكون الاختلاف في الكلمة بما يغير صورتها في الكتاب ولا يغير معناها كقوله : (إن كانت إلا زقيةً واحدةً) [يس : 29] وكالصوف المنفوش والعِهن المنفوش.

والوجه الخامس : أن يكون الاختلاف في الكلمة بما يزيل صورتها ومعناها نحو قوله : {وَطَلْحٍ مَّنْضُودٍ} [الواقعة : 29] و(طَلعٍ مَنضودٍ).

والوجه السادس : أن يكون الاختلاف بالتقديم والتأخير كقوله : {وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ} [ق : 19] و (سَكْرةُ الحَقِّ بالموتِ). 

والوجه السابع : أن يكون الاختلاف بالزيادة والنقص كقوله : {وَمَا عَمِلَتْهُ أَيْدِهِمْ} [يس : 35]، ونحو قوله : {إنَّ اللهَ هُوَ الغَنِيُّ الحَمِيدُ} [لقمان : 26] و (إن الله الغني الحميد).

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى موقعنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد الموقع السريع ليصلك جديد الموقع أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

نفحات الطريق