آخر الأخبار

جاري التحميل ...

شرح الحكم العطائية : خَيْرُ مَاتَطْلُبُهُ مِنْهُ مَا هُوَ طَالِبُهُ مِنْكَ.

قال ابن عباد : إذا كان لا بد من الطلب منه، فاطلب ما هو طالبه منك من الاستقامة على سبيل العبودية له، فذلك خير لك من طلبك لحظوظك ومراداتك، لأنك حبنئذ تكون به وله، ويسعفك بمطلوبك عاجلا من غير تأخير، وأما إن طلبت منه حظ نفسك، ونيل مرادك فقد يحصل في ذلك تأخير ومنع، مع ما يفوتك حينئذ من حسن الأدب في الطلب.

يحكى عن أبي الحسين الديلمي رضي الله تعالى عنه أنه قال : وصف لي بأنطاكية إنسان أسود، يتكلم على القلوب، قال : فقصدته، فلما رأيته رأيت معه شيئًا من المباحات، يريد أن يبيعه، فساومته، وقلت له : بكم تبيع هذا ؟ فنطر أليّ، ثم قال : اقعد فإنك جائع منذ يومين، حتى إذا بعنا هذا، نعطيك من ثمنه شيئًا، قال : فمضيت إلى غيره، وتغافلت، كأني لم أسمع ما قال، وساومت غيره ما كان بين يديه، ثم رجعت إليه، وقلت له : بكم تبيع هذا ؟ فنظر إليّ، وقال : اقعد فإنك جائع منذ يومين، حتى إذا بعنا هذا، نعطيك من ثمنه شيئًا، قال : فوقع في قلبي منه هيبة، فلما باع ذلك،، أعطاني شيئًا، ومضى، قال : فمضيت خلفه لَعَلي أستفيد منه شيئا، قال : فالتفت إليّ، وقال : إذا عرضت لك حاجة فأنزلها بالله إلا أن يكون لك فيها حظ، فتحتجب بها عن الله تعالى.

ومن دعاء أبي القاسم الجنيد رضي الله تعالى عنه : اللهم، وكل سؤال سألتك فعن أمرك لي بالسؤال، فاجعل سؤالي إليك سؤال محابك، ولا تجعلني ممن يتعمد بسؤاله مواضع الحظوظ، بل يسأل القيام بواجب حقك.

ومن دعائه أيضا : اللهم إني أسألك منك ما هو لك، وأستعيذك من كل أمر يسخطك. اللهم ولا تشغلني بشغل من يشغله عنك ما أراده منك إلا أن يكون لك، اللهم اجعلني ممن يذكرك ذكر من لا يريد بذكره منك إلا ما هو لك، اللهم غاية قصدي إليك ما هو لك،، ولا تجعل قصدي إليك ما أطلبه منك.

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى موقعنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد الموقع السريع ليصلك جديد الموقع أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

نفحات الطريق الصوفية