وصايا النور: في سرّ الوصية عند أهل الله –
من كلام سيدي عبد العزيز الدباغ رضي الله عنه.
في معنى الوصيّة عند أهل الله:
ٱالْوَصِيَّةُ لَيْسَتْ ٱنْتِقَالَ مُلْكٍ وَلَا جَاهٍ،
وَإِنَّمَا هِيَ أَمَانَةٌ نُورَانِيَّةٌ،
يَحْمِلُهَا مَن أُهِّلَ لَهَا،
فَيَمْشِي بِهَا عَلَى خُطَى ٱلنَّبِيِّ صَلَّى ٱللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،
وَيُبَلِّغُهَا لِمَنْ بَعْدَهُ مِنْ أَهْلِ ٱلْقَبُولِ.
في اختيار الموصى إليه:
ٱلْوَصِيَّةُ لَا تُعْطَى بِكَثْرَةِ ٱلْعِبَادَةِ،
وَلَا بِكَثْرَةِ ٱلْعِلْمِ،
وَلَكِنْ تُعْطَى لِمَنْ صَفَا بَاطِنُهُ،
وَصَحَّ قَلْبُهُ،
وَأُذِنَ لَهُ مِنْ حَضْرَةِ ٱلنَّبِيِّ صَلَّى ٱللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،
فَهِيَ سِرٌّ لَا يُؤْتَاهُ إِلَّا مَن وُجِدَ أَهْلًا لِحَمْلِهِ.
في الفهم الخاطئ للوصيّة:
مَن ظَنَّ أَنَّ ٱلْوَصِيَّةَ تَشْرِيفٌ دُنْيَوِيٌّ،
أَوْ رِيَاسَةٌ بَيْنَ ٱلنَّاسِ،
فَقَدْ جَهِلَ حَقِيقَتَهَا،
لِأَنَّ فِيهَا بَلَاءً عَظِيمًا،
لَا يَصْبِرُ عَلَيْهِ إِلَّا مَن قُطِعَ عَنْ نَفْسِهِ،
وَفَنِيَ فِي مَوْلَاهُ.
في أدب السالك مع الوصيّة:
لَا يَنْبَغِي لِلسَّالِكِ أَنْ يَخُوضَ فِي أَمْرِ ٱلْوَصِيَّةِ،
لَا إِثْبَاتًا وَلَا نَفْيًا،
حَتَّى يُكْشَفَ لَهُ عَنْ حَقِيقَتِهَا،
فَكَمْ مِنْ مُتَكَلِّمٍ فِيهَا،
جَنَى عَلَى نَفْسِهِ وَعَلَى ٱلطَّرِيقِ.
في استمرارية السند:
ٱلْوَصِيَّةُ عِنْدَ أَهْلِ ٱللَّهِ لَا تَنْقَطِعُ،
لِأَنَّ نُورَ ٱلنَّبِيِّ صَلَّى ٱللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَاقٍ فِي ٱلْأُمَّةِ،
وَلَا يَزَالُ يُورَثُ مِنْ قَلْبٍ إِلَى قَلْبٍ،
مَا بَقِيَ ٱلْمُخْلِصُونَ.